ما الحب إلا للحبيب الأول
________________________________________
نـقــِّـل فـؤادك حـيـث شـئـت من الـهـوى
مـا الـحــب إلا لـلــحــبــيــب الأولِ
كم مـنـزل فـي الأرض يألفـُـه ُ الـفـتـى
و حــنــيــنــه أبـــدا لأول مـنــزلِ
رأت نفسي أن أفتتح كلامي بهذه الأبيات
ففيها من نعومة الحس ما يداعب أوتار القلب
فيعزف عليها ألحانًا سرمدية تبقى على الأثير ما دامت الحياة
وأزيد دعونا يا أحبتي أن نتطرق إلى موضوع فيه من الرقة ما قد يفيض علينا
بنشوة الماضي أو جمال أحلام المستقبل
لا أستثني من الناس أحدا ذكرًا كان أم أنثى لم تصبه سهام الحب
فمنهم من صدها ومنهم من كان صريعًا بها فأردته وصار شغوفًا بهواه
وعلى مر الدهور والعصور والأزمان كان هذا الشعور الجميل مداعبًا للخيال
فشيدت القصور و الحدائق و زرعت بساتين الورود
وتزينت النحور والمعاصم بالجواهر والدرر ورسمت لوحات زهرية اللون سماوية الأطر
وأبدع من وهبه الله القدرة على صياغة الحروف
فأخرج على لسانه أجمل القصائد في الوصف حنينا وغزلا وصبابة وشوق وألم فراق
ولقد كان للرجل حصة الأسد في هذا رغم أن الحب بين طرفين
وأعتقد أن حياء الأنثى هو الذي حدا بها أن تكون المقصرة في هذا المجال
ومن منا لا يذكر قيس بن الملوح وليلى العامرية ففي الذي كان بينهما
صار مضرب الأمثال في وفاء الحبيب للحبيب
فهذه قصيدته الرائعة التي لاتحتاج إلى تعليق
تذكـرت ليلـى
وقــد يجـمـع الله الشتيتـيـن بعـدمـا يظـنـان كــل الـظـن أن لا تلاقـيـا
وبقول:
أحب من الأسماء مـا وافـق اسمهـا أو أشبهـه أو كـان منـه مدانيـا
ويقول :
ألا يـا حمامـات العـراق أعننـي علـى شجنـي وابكيـن مـثـل بكائـيـا
يقولـون ليلـى بالعـراق مريضـة فيـا ليتنـي كـنـت الطبـيـب المـداويـا
ويقول :
خليلـي إن ضنـوا بليلـى فقربـا لـي النعـش والأكفـان واستغـفـرا لـيـا
ما أروع الوفاء للحبيب وما أروع ذكرى الحبيب
لا أذكر على مدى العمر أن اثنين أحبا بعضهما ( الحب الأول ) أنهما فازا ببعضهما
وكانت نهاية حبهما سعيدة بل سار كل منهما على طريق وربما عاش أحدهما أو كلاهما
قصة حب أخرى وربما تكون أقوى وأشد
وقد يتسائل المرء وهل يتسع القلب لأكثر من حبيب
فأقول نعم فلكل مكان في دهاليزه وكلما عظمت النفس اتسع القلب
مثل عيون الماء العذب أزلية تجري على الأرض كالأنهار وما المحب إلا ناهل منها دون ارتواء
وما أجمل أن يجتر المحب الذكريات كلما وضع رأسه على وسادة نومه
لتتيه روحه في الماضي يمني النفس بلقاء
وقد يمضي قطار العمر وينتهي به إلى محطته الأخيرة دون أن تجد روحه ضالتها
وكم من محب حرم من حبيبه وحمل معه ذكراه معه في بطون اللحود
وكم من محب عاش ومازال يمني نفسه بالوصل واللقاء
وأذكر ابراهيم ناجي الذي يقول :
ربما تجمعنا أقدارنا ذات يوم
بعدما عز اللقاء
فإذا أنكر خل خله
وتلاقينا لقاء الغرباء
ومضى كل إلى غايته
لا تقل شئنا فإن الحظ شاء
إني أتسائل وأتمنى أن ألقى الجواب هل الوفاء للحبيب الأول ذنب تقترفه النفس ؟
هل التفكير الدائم بالحبيب الأول هو شيء من الخيانة للزوج أو الزوجة ؟
أم هو شعور سام من حق كل شخص أن يحتفظ به بين ظلوعه ؟
وهل يعرف أحدكم شخص عاد إليه حبه الأول ؟؟؟ بعد دهر طويل !